انتهى العيد إلا أن مظاهره لازالت مستمرة ببعض النواحي والأحياء الشعبية التي أبت إلا المحافظة على الأجواء المميزة لزرع البهجة والقضاء على الروتين اليومي، بحيث جلب بعض المراهقين أجهزة تحضير الشواء من النوع الكبير إلى أحيائهم قصد توفير الخدمة للأطفال وحتى الكبار، واختاروا الشوي مقابل مبالغ رمزية، خاصة وأن الخطوة تجاوب معها الأطفال وجلبوا بعض اللحم من بيوتهم لتقديمه إلى هؤلاء بغية تحضيره بطريقة خاصة تختلف نكهتها عن كيفية تحضيره بالبيت -حسب رأيهم-، مما خلق جوا بهيجا والتف الأطفال وحتى الكبار حول تلك (الشوايات) من الحجم الكبير التي اصطفت بها أعواد الشواء المحضر بطريقة مختلفة·
وقد انتشرت تلك الظاهرة في أغلب النواحي الشعبية على غرار باب الوادي، باب الجديد، بلكور العتيق··· وذهب بعض المراهقين إلى الاستثمار فيها بعد تجهيز تلك الشوايات التي عادة ما نراها بمطاعم تحضير الشواء، حيث حظيت بتجاوب الكثيرين على غرار الأطفال الذين يبحثون عن التميز وراحوا إلى الاصطفاف حولها والتمتع برائحة الشواء قبل التلذذ به خاصة وأنهم رأوا أن تلك الأجواء المميزة خلقت بهجة في صدورهم تزامنا مع العطلة، كما رأوا أن الطريقة الخاصة التي يحضر بها الشواء تجعله ألذ، وحتى الالتفاف حول آلات الشواء يزيد من حيوية الأجواء·
اقتربنا من أحدهم على مستوى باب الوادي، فقال أن اشتهاء الكل لذلك الطبق المفضل جعله يفكر في جلب آلة الشواء، خاصة وأنه يعمل بمحل للإطعام السريع، ولم يتأخر مالكه على إقراضه آلة تحضير الشواء لتحقيق بعض المداخيل، أين تمركز وسط الحي وعرض خدماته على الكل، إلا أنه سعد كثيرا باستقبال الأطفال وعرض خدمة الشي بمبلغ 10 دنانير للعود الواحد على أن يجلب الزبون اللحم ويقوم هو بإضافة بعضا من التوابل إليه وتصنيفه بأعواد الشواء، ثم يقوم بتحضيره بطريقة خاصة لنيل رضى الزبون سواء كان طفلا أو شخصا كبيرا. ليضيف أنهم استقبلوا الأطفال وحتى الكبار وأن الكل يسعى إلى خلق تلك الأجواء التي عرفت بها بعض المناطق الشعبية قبل سعيه إلى تذوق الشواء·
إلا أن توفير تلك الخدمة كان لها وجه آخر على بعض الأمهات، وانعكست بالسلب على بعضهن خاصة وأن أطفالهن صاروا يجبرونهن على توفير اللحم المعد للشواء مهما كلفهن الأمر، وحتى من المواقف من جلبت الضحك، حيث صرحت إحداهن أن طفلها أدمن على الشواء المحضر بالشارع على الرغم من مهارتها في تحضير الطبق، وأنه دائما يجبرها على تحضير اللحم، وفي مرة امتنعت فما كان عليه إلا أن ترصدها وأخذ بعض القطع وفر بها إلى الشارع. لتضيف أنها ضد هذا السلوك خاصة وأنها تجهل كيفية تحضير ذلك اللحم من الناحية الصحية وتخاف كثيرا من عواقبه·