طغت في السنوات الأخيرة بعض الحرف الدخيلة على مجتمعنا بعد أن أصبح الكل يلهث إلى ابتداع مصادر للدخل مهما كانت الطرق حتى ولو كانت ملتوية، واحتار الكل من استغلال أغلب المساحات العمومية وتحويلها إلى مواقف للسيارات من طرف الشباب حتى كادت أن تكتسي طابع الشرعية، إلا أنها في حقيقة الأمر أضحت مصدر إزعاج للمواطنين، وأصبحوا في كل دورة يقفون على رؤوسهم كما يقال، حتى وهم جالسون بأماكن قيادة سياراتهم ليخبرونهم بأن الموقف مستغل من طرفهم وعليهم بدفع مبلغ معين على مكان ركن سياراتهم·
هذه المواقف مل منها أغلب المواطنين، وانصاعوا كراهية لأوامر هؤلاء، خاصة وأن منهم المنحرفون الذين امتهنوا تلك الحرف مما يجبر بعض المواطنين على عدم تضخيم الأمور ودفع مبلغ ركن السيارة بدعوى أن ذلك الموقف مشغول من طرف هؤلاء الشبان، حتى تحولت أغلب مناطق العاصمة إلى مواقف عشوائية، وسطت الظاهرة حتى إلى خارج العاصمة بعد أن حولت المساحات العمومية التي تدخل في الملكية العامة إلى ملكية خاصة لهؤلاء الشبان المراهقين الذين يبحثون عن مصدر للاسترزاق، فلم يجدوا إلا طريقة السطو على جيوب المواطنين بتلك الطريقة التي لا بينت مرارا وتكرارا انزعاجهم وتذمرهم.
وتشكو الكثير من المناطق العمرانية والمدن الحضرية أو حتى خارج العاصمة من هذه الظاهرة الجديدة، مما يؤكد أنها صارت مهنة تكاد أن تكتسي طابع الشرعية على الرغم من كثرة شوائبها، يحدث ذلك أمام أعين السلطات وأعوان الأمن الذين لم يحركوا ساكنا لوقف هذه الظاهرة ووضع حد لهؤلاء الشبان الذين أزعجوا الكل وصاروا يفرضون غرامات على المواطنين في كل ناحية بدعوى حراستهم للسيارات ويزيدون من اضطراب المواطنين ومن هم وغمّ الطرقات المزدحمة في كل وقت وحين·
أغلب المواطنين الذين فتحنا معهم النقاش أجمعوا على أنهم أصبحوا يتفادون الدخول في مشاكل مع هؤلاء الشبان ويجبرون على الخضوع لأوامرهم مكرهين بعد أن استغلوا كامل المساحات بطريقة غير شرعية، منهم السيد كمال الذي رأى أن الظاهرة شاعت كثيرا في أغلب النواحي حتى صارت أغلب الشوارع (باركينغ) خاص، وما إن تركن سيارتك في مكان حتى يتقدم إليك أحدهم ويخبرك بوجوب دفع ثمن ركنها وإلا كان مصيرك الدخول في نزاع، ولكي لا يدخل الشخص منا في تلك التفاهات يختار أسوء الحلين بدفع ثمن الركن مادام أن هؤلاء استمروا في تلك الحرفة دون حسيب أو رقيب، لتضاف تلك الغرامات على كاهل المواطنين بعد أن أمسكهم هؤلاء مسكة موجعة·
نفس ما راح إليه السيد عبد الرحمن الذي رأى أن امتلاك سيارة في الوقت الحالي هو مشكل حقيقي بسبب مشكل الركن خاصة في المناطق المزدحمة، وما زاد من صعوبة الوضع هو احتلال بعض المراهقين لأغلب الأماكن وتحويلها إلى (باركينغ) خاص وإثقال كاهل المواطنين بغرامات في كل وقت وحين، يجبرون على دفعها وإلا تطور الأمر إلى ما لا يحمد عقباه واستغل هؤلاء كل الأماكن ولم تسلم منهم لا الطرقات ولا المناطق السياحية على غرار البحار أو الغابات بحيث انتشروا في كل مكان وفرضوا منطقهم على الكل·
لذلك وجب على الكل التصدي إلى هؤلاء وتدخل السلطات لتنظيم (المواقف)، خاصة وأن بعضهم تعدوا حدودهم وأضحوا يطالبون بعض ملاك السيارات بالدفع حتى ولو مكثوا بها لوقت قصير، وكأن تلك المساحات والأراضي تدخل في ملكيتهم الخاصة وليست ملكية عامة يحق للكل الانتفاع بها واستخدامها وفق الأطر المعقولة·